تقارير وحوارات

تجميد عضوية السودان في الإيقاد الأثر والمألات المترتبة

الخرطوم /أفريكا نيوز24

تقرير:مروة الدرديري

إنطلقت في  أواخر الاسبوع الماضي الموافق الثامن عشر من شهر يناير 2024 في العاصمة اليوغندية، “كمبالا “فعاليات القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات منظمة الإيقاد بدعوة من رئيس الدورة الحالية للمنظمة إسماعيل عمر قيلي، رئيس جيبوتي للمباحثات حول الأزمة بين الصومال وأثيوبيا وازمة السودان.

وأعلنت كل من إثيوبيا والسودان مقاطعتهما للقمة وبعث السودان برسالة اعلن فيها تجميد عضويتة في المنظمة بحجة أن الايقاد المنظمة اقحمت الأزمة السودانية في جدول اعمالها بالرغم من انها كانت مخصصة للصومال.

إذن ما أثر ومألات تجميد عضوية السودان  ؟

تجاهل الرأي

ويرى الأكاديمي والمدير السابق لمركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري د. فائز عمر محمد جامع أن السودان قد تم دفعه لاتخاذ هذا القرار ، لجهة ان المنظمة تجاهلت اشراكه في شؤون تخصه بينما تفسح دولها المجال وكل الأبواب لخصمه وتعامله معاملة الرؤساء. مضيفا أن المنظمة تتجاهل الرأي الداخلي السوداني ولا تكاد تحس به وبالمآسي الإنسانية التي يعاني منها.

نبض الشارع

وأشار جامع  إلى أنه عندما كانت الايقاد ضمن عضوية اللجنة الثلاثية مع الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة قبل عامين كانت أقرب إلى الداخل السوداني وأستطاعت أن تتلمسه من خلال وجودها في الداخل السوداني على الرغم من أن الأمم المتحده بواسطة فولكر قد غطت عليها، ولكنها الان أبعد من نبض الشارع السوداني.

أثار التجميد

ويضيف د. فائز بخصوص آثار التجميد قائلا:  يمكن النظر إليها من خلال ما تقدمه الإيقاد للسودان ، و لا أرى أن السودان سيفقد كثيرا من ذلك… فمثلا إريتريا ظلت تتجاهل الإيقاد حتى الآن منذ سنوات ولم يؤثر ذلك على مواقفها الإفريقية. بل ان الإتحاد نفسه كان قد جمد وعلق عضوية مصر عند صعود السيسي للحكم لمدة عامين ولكن سرعان ما عاد بعدها رئيسا للإتحاد الإفريقي عندما أتت دورته.

الحل الإفريقي

ويقول السفير الصادق المقلي أن الحكومة السودانية طيلة الفترة الماضية قبل و بعد الحرب كانت تعول على الحل الإفريقي ،و تندد بما تسميه التدخل الأجنبي في الشأن السوداني.

ويرى أن ‏تجميد عضوية السودان ستحرمه من المشاركه في أي فعالية أو محفل دولي أو إقليمي ينعقد تحت مظلة هذه المنظمة الإقليمية أو بمبادرة منها ، لجهة أنه اصبح ليس عضوا فيها .

تعليق الملف

ويرى الصادق أنه كان بالإمكان أو الأحرى و الأكثر نفعا الاكتفاء بالقرار الذي صدر بتعليق ملف الأزمة السودانية الراهنة لدي منظمة الايقاد ، بدلا من القطيعة الكاملة معها وأضاف من البديهي أن لا يتخذ مثل هذا القرار في ظل هذه الأوضاع الحرجة التي تشهدها البلاد و معاناة الوطن و المواطنين.

ونوه إلى أنه كان يمكن أن تتخذ مثل هذه القرارات المصيرية أولا من خلال مجلس الأمن القومي أو من خلال تكوين خلية أزمة تطبخ فيها القرارات كما يحدث في جميع أنحاء العالم ، بدلآ من التسرع و سياسة رد الفعل ، التي لا تحمد عقباها .

العزلة الدولية 

وأشار إلى أن السودان يعاني من عزلة دولية و إقليمية منذ إنقلاب اكتوبر، حرمته من المشاركة في عدد من المحافل الدولية و الإقليمية ، وفي مجالات الإقتصاد و الإستثمار والصحة والتعليم وغيرها.

تجسير العلاقات

واعتبر أن موقف الخارجية يفاقم من هذه العزلة.وفعليا عليها أن تعمل على إعادة السودان إلى محيطه الإفريقي سيما أن هناك ملفات اخرى تهم السودان خاصة ملف حوض النيل و منطقة البحيرات و القرن الافريقي و البحر الاحمر بالإضافة إلى ملف سد النهضة و مشكله ارض الصومال واردف بهذا القرار سوف يفقد السودان فرصة ابداء مواقفه تجاه كل هذه القضايا، فضلا عن أن الفاعلين الأساسيين من المهتمين بالشأن السوداني الذين سوف يكون لهم رأي فيما يتعلق بموقف الحكومة السودانية من وقف الحرب و إحلال السلام في السودان.

التدخل الأجنبي

وختم  الصادق حديثه بالقول ربما يؤدي هذا الموقف إلى مزيد من الضغط الدولي و الإقليمي و يجعل الباب مواربا أمام احتمالات التدخل الأجنبي في الشأن السوداني..و ليس من المستبعد أن يكن البيان الثلاثي الذي أصدره الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الافريقي و الولايات المتحدة الأمريكية قد جاء في هذا السياق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى